5/12/2011

حكايات من على الجسر


لابد أن كل منا يعرف تلك الفترة ..هل يصح تسميتها بالفترة ؟ عفواً أقصد الحالة ...أرى الوصف ايضاً غير دقيق..
لست أدرى ماذا يقال عنها أو عنه و لكن من المؤكد أنكم فهمتمونى ...
أنتم تعلمون أننى أقصد أن لا تكون نائماً و لكنك فى نفس الوقت لست مسيتقظاً...عقلك الباطن يعمل مع عقلك الواعى و بالتالى فالنتيجة أفكار مشوشة و لكنها جميلة..هل هى حقاً جميلة؟ لا أدرى و اكننى أ حب الذهاب للجسر...
أنا أحب هذة الحالة – اذا صح تسميتها بالحالة – أكثر من النوم و أكثر من اليقظة
ففى حالة اليقظة الواقع مؤلم و مر و لا يحبنى ابداً مع انى حاولت مراراً و تكراراً التودد اليه و فى حالة النوم العقل الباطن يقوم بتشكيل كوابيس لو اجتمع كتاب أدب الرعب منذ ادجار الان بو و حتى د/ تامر ابراهيم لما استطاعوا صياغة كوابيس بهذة البشاعة من فرط جمالها...
نعم الأحلام السيئة بالنسبة لى هى السعيدة لأننى أفيق فأدرك أنه حلم و أنه انتهى فأحزن اما أفضل أحلامى فهى الأحلام السيئة التى أقوم  فيها من النوم فى منتهى السعادة لأنه مجرد حلم اى غير حقيقى...فلازلت أنعم بذراعى كاملاً دون نقصان و لم تلتهمه صديقتى كما أن الأهلى لم يخسر من الزمالك بسباعية......
أرقد على ظهرى مغلقاً عيناى و منتظراً أن أبدأ رحلتى على الجسر ...أخطو أولى الخطوات على الجسر و تتلاعب بى الأفكار...مدرسة اللغة الانجليزية فى مرحلة الاعدادى تجلس مع مديرتى السابقة و تحاول اقناعها أننى لست شخصاً سيئاً ابداً ....كيف عرف أحدهم الاخر ؟؟لا يهم فأنا على الجسر كما قلنا من قبل حيث يبدأ الواقع فى الاختلاط بالخيال.....أقف علىشاطىء البحر  أداعب (هيلين ) الألمانية و أخبرها أن اليومين الماضيين كانا من أسعد أيام حياتى و طبعاً لم أخبرها أن سبب سعادتى هى انها قتلت الوقت الممل قتلاً و ليس لأننى أعجبت بها كما كانت تظن اما هى فأعجبت بى لأننى المصرى الوحيد التى قابلته فى حياتها و لم يدعوها الى الفراش...
محمد أبو تريكة يطلب منى أن أكون أكثر هدوءاً فى الاستاد حتى لا أموت من ارتفاع ضغط الدم فى احدى مباريات الأهلى...أنظر الى أبو تريكة بلا اهتمام و أستمر فى
تأدية عملى باتقان على الرغم من  ان السقف يمطر كرات نار بلا توقف
أحد الكرات النارية تصيب زميلتى فأضحك فى تشف و أنا أراها تحترق مع أننى أحبها و أقدرها الا اننى أجد نفسى أضحكبشدة  فاخيراً سأحصل على الترقية المنتظرة بعد أن أتت النار على كل ما تبقى منها..
مطاردة رهيبة بالسيارات أمام غرفة نومى و أنا أغلق الباب حتى لا تتسبب سحابة الدخان فى اختناقى....
أجد طفلاً صغيراً يلعب الكرة فى الشارع و يحرز هدفاً فأذهب لأضربه طالباً منه الاهتمام بالمذاكرة ..أكتشف أن هذا الطفل هو أنا عندما كنت صغيراً فأتوقف عن الضرب...
الجو ممطر جداً و كل الأصدقاء يقفون بانتظار تاكسى...أمر بسيارتى فيبتهجون للعثور على منقذ ....أنظر اليهم فى بلاهة و أهرب بالسيارة و هم يركضون خلفى .....
لماذا أفعل هذا مع كل أحبائى و أنا على الجسر؟... .مازال عقلى الواعى مستيقظاً اذاً و يحاول التساؤل ...
تتحطم كؤؤس كثيرة على الأرض و يطلب منى أحد الأشرار أن أسير على الزجاج ...
أسير فأجرح بشدة و أحاول الهجوم على الشخص الذى طلب منى هذا...تقبض على مباحث أمن الدولة و تتهمنى بمحاولة اثارة البلبلة ....أصب كل لعناتى على النظام و أحذرهم من المساس بى و الا فالمجتمع الدولى موجود...
أهرب من الأسر فأصادف فتاة أحبها جداً و تخبرنى أنها توافق على الزواج منى ...أتركها و أركض فتركض ورائى لفترة ثم تقف لتبكى..اخرج مسدسى و أطلق النار عليها بلا توقف حتى تسقط أمامى صريعة...
أسقط من أعلى نقطة فى الكون الى الأرض بسرعة ...أستيقظ قبل الوصول الى الأرض و قلبى يدق متسارع النبضات..
أقوم فأشرب رشفة من الماء و أندهش من ما كان يحدث على الجسر ...
لماذا أكون شريراً و أنا عليه مع انى فى الحقيقة لست كذلك؟
هل يملك أحدكم الاجابة ؟؟

***************************************************************

No comments:

Post a Comment