5/04/2011

كل سنة و أنت طيب يا ريس

استيقظ الرئيس السابق من النوم فى صباح الرابع من مايو لعام 2011 ليجد الغرفة مختلفة عن الأيام السابقة فقد وجد زوجته و أحفاده و بعض المقربين من الأسرة ملتفين حول سريره فى الجناح الفاخر الذى يقيم به  فى المستشفى و الذى تبلغ مساحته ثلاثة أضعاف شقة من شقق اسكان الشباب الذى طالما تباهت وسائل الاعلام بها.
" كل سنة و انت طيب يا ريس " ....بادره الجميع بهذة العبارة فى نفس واحد مقدمين اليه تورتة كبيرة تحمل صورته مبتسماً و هى الصورة المعلقة فى كل فصل فى مصر تقريباً, فتهللت أسارير الرئيس السابق و رد " و انتو طيبين ..ربنا يخليكو ليا ..." أمسك الرئيس بهاتفه المحمول و قرأ رسائل التهنئة من الملوك و الرؤساء العرب و اتسعت ابتسامته عندما وجد رسالة من أقرب أصدقائه " بن يامين بن اليعازر " و تذكر أيامهما معاً فبدا رائق المزاج الى حد كبير عن الأيام السابقة.
بعدها سمعوا طرقات على الباب و سارعت زوجته بالسؤال " مين ؟" جاء الرد من وراء الباب " أنا الدكتور يا فندم " ...أشارت الزوجة  الى احدى الخادمات بأن تفتح الباب و دخل الطبيب الى الغرفة فبادره الرئيس السابق هذة المرة " أنت مين يا بنى أنا أول مرة أشوفك ؟ أنت مش الدكتور بتاعى ؟ " جاوبه الشاب " ايوه يا ريس أنا دكتور جديد , دكتور حضرتك تعبان انهارده و دلوقتى بعد اذنكو كلكو علشان ادى الريس حقنته " ..
خرج الجميع من الغرفة و بقى بها الرئيس السابق و الطبيب الشاب و استعد الرئيس السابق لأخذ الحقنة و لكن الشاب بادره بالسؤال " تسمحلى أتكلم معاك خمس دقايق يا ريس لحد لما الحقنة تجهز " ..رد الرئيس السابق  " اتفضل يا بنى "
قال الطبيب الشاب " ليه يا ريس ؟ ليه عملت فيا و فى كل المصريين كده ؟ "
" عملت فيك ايه يا بنى ..و عملت ايه فى المصريين ؟؟ أنا خدمت البلد دى 62 سنة "
" طيب بلاش أنا خلينا فى المصريين...يا ريس أنت قعدت 30 سنة تنهب فى البلد و تقتل فى ولادها , مفيش بيت فى مصر مفيهوش متضرر منك يا ريس من أول القطارات اللى بتولع للعبارات اللى بتغرق و الزرع اللى كله سرطان علشان المبيدات مسرطنة و الاف الى ماتوا من التعذيب فى أمن الدولة و الملايين اللى تحت خط الفقر و غيرهم و غيرهم اللى ماتوا فى طابور العيش أو و هم بيجيبوا أنبوبة بوتاجاز  و الغاز اللى حرمت مصر منه و اديته لاسرائيل بتراب الفلوس, حاصرت اخواتنا الفلسطنيين و خنفتهم فى الأنفاق بغاز سام و وليت علينا من يفسد فى الأرض حقولك ايه و لا ايه , بعت أرض البلد لأصحابك و حبايبك بجنيه للفدان و خذت مننا ضرايب على الهوا اللى بنتنفسه و البيت اللى ساكنين فيه و اخرتها كمان مكنش حيبقى فيه نيل و شوية دول فى افريقيا قرروا يقطعوا عننا المياة , يا ريس احنا اتبهدلنا بره و جوة و مبقاش عندنا كرامة و تقولى خدمت المصريين 62 سنة ..يا ريس فكر شويا فى كلامى "
سكت الرئيس السابق مبهوتاً فهو لم يسمع هذا الكلام من قبل ثم استرد وعيه و جبروته و قال " امشى اطلع بره أنت أكيد عميل لايران و حزب الله أو من الاخوان المسلمين ...و ادينى اسمك علشان أبلغ مدير المستشفى على قلة أدبك دى "
ابتسم الشاب ابتسامته الشهيرة التى يعرفها كل المصريين و رد ...
" أنا اسمى خالد سعيد يا ريس ..."


  ************************************************


No comments:

Post a Comment