7/10/2011

أقوال حزب الكنبة المأسورة

حقيقة لست أدرى من هو العبقرى اصاحب تعبير حزب الكنبة و هو اسم يطلق  على الأغلبية الصامتة فى المجتمع المصرى, تلك التى تتابع الثورة من فوق كنبة و أمام شاشة التليفزيون و هى تحتسى الشاى و لابد طبعاً من بعض التعليقات أثناء المشاهدة للقنوات التى غالباً ما تكون اما التليفزيون المصرى ( الأولى او الفضائية) أو الحياة ( الحمرا) أو مودرن سبورت ( لو صادف اليوم مباراة كرة قدم ) و على الرغم من أن تلك الأغلبية اكتشفت بعد الثورة أن هذة القنوات كانت تكذب و تزيف الحقائق و اكتشف أعضاء حزب الكنبة الموقرين أن من كانوا فى التحرير ليسوا عملاء و لا أجندات و لا اخوان و لا حزب الله و لا ايران الا أنهم ما زالوا يتابعون تلك القنوات فى شغف و يصدقون كل ما يقال بها دون أدنى اعمال للعقل و أنا – للأسف- لست طبيباً نفسياً لأفسر حالة هؤلاء من الناس الذين يسمعون الكذب و هم يعلمون أنه كذب و لكنهم يصدقونه و يفضلون تلك القنوات عن القنوات الأخرى المحترمة كالتحرير و أون تى فى و الجزيرة مباشر.
هذا الحزب أنشأ منذ بداية الثورة فعلياً فى الثامن و العشرين من يناير الحالى و ما زال مستمراً حتى الان و تستطيع أن تتعرف على أعضاء الحزب بسهولة عن طريق أقوالهم ( المأسورة) و ليس ( المأثورة )- مع الاحتفاظ بالحقوق الفكرية لكلمة أقوال( مأسورة ) للشاعر الثورى المناضل أحمد فؤاد نجم – فكل أعضاء الحزب مع أنهم لا يعرفون بعضهم بعضاً الا انهم يشتركون فى الأقوال الاتية:

1-   حرام عليكو البلد خربت


من المؤكد أنك تسمع هذة الجملة كثيراً من أعضاء الحزب و بدون الدخول فى تفاصيل خراب البلد فأنا فقط أريد أن أعرف و ماذا كانت البلد قبل أن تخرب؟ هل كانت جنة الله على الأرض ؟ هل كان معظم المصريين يستطيعون  فقط توفير المأكل و الملبس و المشرب؟ الاجابة : لا , لم يكونوا و رغم ذلك يصر البعض أن ( البلد خربت )!!!


2-   الاقتصاد واقع و السياحة اتضربت و البورصة بتخسر


كل ما يدعو الثوار الى مليونية أو مظاهرة أو حتى وقفة احتجاجية يفاجئك أعضاء الحزب بهذة الجملة و اذا  ما حاولت أن تفهم من أحد الأعضاء أكثر عن الاقتصاد و علاقته بالوقفات و المظاهرات أو عن تأثير صعود و هبوط الأسهم فى البورصة على المواطن المصرى أو سبب تراجع السياحة فانه لن يجيبك ابداً ليس حرصاً على المعلومة- لا سمح الله- و لكن لأنه فعلاً لا يفهم شيئاً لا فى الاقتصاد و لا فى البورصة , هو فقط يردد ما يسمعه من اعلام الفلول.


3-   لازم هيبة الشرطة ترجع

عندما تحدث مواجهات بين أفراد الشرطة و اياً من أبناء الوطن سواء كانت فى الشارع أو فى مباراة كرة قدم أو حتى أمام قسم شرطة حتى ينطلق أعضاء الحزب فى صوت واحد ناطقين بهذة الجملة دون أن يعرفوا اى شىء عن ملابسات الموضوع, و أنا لا أفهم ما هو المقصود بهيبة الشرطة؟ هل تعود الى القمع و القتل و الضرب و السحل و الفلكة و العروسة ( لمن لا يعرف هى أدوات تعذيب شهيرة فى مصر ) , هل يريد هؤلاء أن نجد كل فترة خالد سعيد جديد؟؟ هل هذة هى هيبة الشرطة ؟ أن تسحل المواطنين؟ عندما يتحدث البعض عن عودة الشرطة فانهم للأسف يتحدثون عن عودتها لوضع 24 يناير 2011 و ليس عودتها الى دورها الطبيعى كخادم للشعب.
ان هيبة الشرطة ستعود عندما يقوم رجال الشرطة بواجبهم فى حفظ الأمن و تطبيق القانون و ليس بالقوة و الارهاب يا سادة!!

4-   البلد دى عمرها ما حينصلح حالها,العيب فى الشعب مش فى النظام

جملة مستفزة يرددها أعضاء حزب الكنبة دائماً بعد اى مشكلة حتى لو كانت مشاجرة فى مقهى و هى أكثر الجمل التى تستفزنى من كل ما سبق, فأنا أتفق معهم أن الشعب المصرى به العديد من السلبيات و لكن هل خلق الله المصريين متخلفين و خلق الغربيين متحضرين ؟؟ بالطبع لا فالتخلف و الجهل هما نتاج غياب التعليم و انتشار مثلث الجهل و الفقر و المرض  و المسئول عن انتشار هذا المثلث هو نظام الحكم الأوتوقراطى العسكرى و ليس الموضوع قضاء و قدر و من الممكن طبعاً أن تتحسن أوضاع المصريين اذا تحسن نظام الحكم اما الحديث عن أن (البلد مش حينصلح حالها ابداً ) فهو بالتأكيد دعوة للانتحار الجماعى.


5-   عايزين البلد دى يمسكها واحد جامد يحكمها بايد من حديد


جملة أخرى تؤكد أن الثورة لم تغير ثقافة أبناء حزب الكنبة , فنحن لم نقم بثورة من أجل أن نعود الى حكم الفرد مرة أخرى اياً كان قوى أم ضعيف , نحن بحاجة الى حكم مؤسسات , الى فصل السلطات الثلاثة , الى رقابة على السلطة التنفيذية و لسنا مستعدين الى أن نقع تحت رحمة مزاج شخص ( جامد أو سيس ) , نحن بحاجة لبناء نظم حكم غير أوتوقراطى يا سادة !!

فى النهاية عندما تصادف أحد أعضاء الحزب – و بالتأكيد ستفعل – لا تجادله لأنه لن يقتنع ابداً برأيك و حتى لو اقتنع فهو عنصر غير فعال فى المجتمع , لن يخرج ابداً من مقعد المشاهد الى مقعد الفاعل ( سواء كان مع الثورة او ضدها) , فلا تهدر وقتك و جهدك معه فهو لن يترك الكنبة ابداً ابداً...
******************************************************************

No comments:

Post a Comment