7/07/2011

8 يوليو ..ماذا يخبىء لنا المجلس العسكرى ؟

8 يوليو ( ماذا يخبىء لنا المجلس العسكرى ) ؟؟

أتفهم جيداً أن يزداد الاحتقان الشعبى تجاه بطء محاكمات رموز النظام القديم و قتلة الشهداء من بلطجية الداخلية كما أتفهم ايضاً حالة الحشد الجماهيرى التى يقوم بها ائتلاف شباب الثورة ( الأصلى ) و بعض القوى و الحركات السياسية الشريفة التى تدعو الناس الى النزول يوم 8 يوليو من أجل تصحيح مسار الثورة و المطالبة بتطهير البلاد من النظام القديم ( وليس فلوله) و لكن ما يبدو لى عسيراً على الفهم هو تصرف السلطة الممثلة فى المجلس العسكرى تجاه جمعة 8 يوليو.
ألاحظ- و لعل معى كثيرون مثلى يلاحظون- أن المجلس العسكرى فى تلك المرة ينتهج سياسة مختلفة فى التعامل مع الدعوة للمظاهرات, و بالعودة الى المليونيات السابقة فى 8 أبريل و 27 مايو سنجد أن المجلس العسكرى حاول بشتى الطرق التقليل من الأعداد المتحمسة للنزول عن طريق سياسة المسكنات التى كان يدفع بها المجلس قبل الجمعة بأيام قليلة بالاضافة الى سياسة التخويف التى اتبعها المجلس فى جمعة 27 مايو عن طريق بث شائعات مختلفة بدءاً من مساء الخميس و حتى الجمعة كما تعمد الاعلام المصرى ( تليفزيون و صحف ) أن ينشر أخباراً مضللة عن أعداد المتظاهرين فى الميدان و جاء عنوان صحيفة الأهرام يوم الخميس 26 مايو ( التى ما زالت تتلقى أوامرها من النظام الحاكم ) : جمعة الوقيعة بين الجيش و الشعب و ذلك للحد من تدفق الناس للميدان و لن أتحدث بالطبع عن دور جماعة الاخوان المسلمين فى المحاولة – الفاشلة- لافشال المليونية و اتهام من فى الميدان بأنهم علمانين ( لو كانت العلماينة تهمة ) فهذا ليس وقت تنافر و تناحر.
المهم , المتابع الجيد لسياسة المجلس العسكرى و توابعه ( جرائد و قنوات و ائتلافات وهمية تتحدث باسم الثورة ) سيجد اختلافاً تاماً فى التعامل مع مليونية 8 يوليو فالمجلس هذة المرة لم يلجأ الى سياسة المسكنات بل العكس فلقد لجأ الى سياسة المنشطات-منشطات للثورة طبعاً- فاخلاء سبيل الضباط قتلة المتظاهرين فى كل المحافظات يعقبه براءة الوزراء و المسئولين من تهمة اهدار المال العام يليه تأجيل حركة تنقلات الشرطة من 7 يوليو الى 14 يوليو و استمرار الضباط المكروهين فى أمكانهم.
أضف الى ذلك أن الجرائد الرسمية و القنوات المصرية لا تحاول تهدئة الوضع بل على العكس تقوم بتسخين المجتمع و الحديث عن الشهداء و القصاص و خلافه فعنوان جريدة الأهرام اليوم : ( القوى السياسية تتوحد فى جمعة الثورة اولاً ), ان اسم جمعة الثورة اولاً هو اسم محفز للمواطن البسيط يشعل غضبه كما أن هناك خبر فى نفس الجريدة على لسان وزير الصحة يؤكد أن ( مبارك لا يعانى اى مشكلات صحية), ترى ما هو وقع هذا الخبر على المواطن البسيط الكاره لمبارك ؟
كل هذة المنشطات و المحفزات – بالطبع- ستؤدى الى زيادة اقبال الناس على المظاهرات مع وجود كذلك حالة من الاحتقان لدى الجميع يغزيها متعمداً -على ما أعتقد – المجلس العسكرى.
السؤال هو : ماذا يخبىء لنا المجلس العسكرى فى جمعة 8 يوليو ؟
أنا لا أملك اجابة صريحة عن هذا السؤال و لكن أظن أن هناك مخطط ما لاشعال الأمور و اثارة احتقان و غضب الناس قد يكون هذا تمهيداً لعودة فرض حظر التجوال , قد يكون تمهيداً لتأجيل الانتخابات بدعوى الفوضى و عدم القدرة على السيطرة , قد يكون دعوة لتغذية فكرة المستبد العادل ( بالتأكيد ليس هناك أكثر استبداداً من رجل عسكرى)؟ كلها سيناريوهات واردة..
هل يملك أحد وجهة نظر أخرى ؟
**********************************************************

No comments:

Post a Comment