9/18/2019

هل رفع الله عيسى بن مريم إليه حيا؟

من المسلم به في المعتقد الإسلامي المعاصر ان المسيح عيسى بن مريم لم يمت ولكن رفعه الله إليه بعد أن ألقى الشبه على آخر -يقال في المرويات الإسلامية أنه يهوذا الخائن -

و لكن هل هذا حقا ما جاء به القرآن الكريم في الآيات التي تحدثت عن المسيح ؟

فلنلق نظرة ولنحكم:


١- الاية الرئيسية التي استند إليها المفسرون لاستنتاج أن المسيح لم يمت هي " و ما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " والحقيقة أن المعنى المقصود بشبه لهم هو ليس المسيح ولكن حقيقة القتل والصلب و بالمناسبة الصلب لغويا يعني الموت على الصليب هي ما شبه لهم وليس التعليق على الصليب.


باستكمال الاية نجد أن الجملة الأخيرة هي:" وما قتلوه يقينا" أي من المؤكد أنهم لم يقتلوه رغم تعليقه على الصليب



٢- العديد المواضع الأخرى التي ذكر فيها المسيح تم ذكر أنه توفى بوضوح:

" إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي " والحقيقة أن اجتهاد المفسرين باعتبار وجود أسلوب تقديم و تأخير وأن المقصود أن الرفع سابق على الوفاة هو اجتهاد لا يدخل العقل ولا يتبع قواعد المنطق


"والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حيا "


لا حاجة للتفسير ولا للحديث عن تقديم وتأخير هنا مرة أخرى فالدورة الطبيعية هنا هي ولادة موت بعث.

"فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم " الجملة هنا على لسان المسيح في سورة النساء ولا تحتاج الي تعقيب أو توضيح

٣-تبين مما سبق أن وفاة عيسى قد حدثت بالفعل إذا فما سر الخلاف ؟

في ضوء الآيات السابقة وفي ضوء التراث المسيحي المنتشر في شبه الجزيرة العربية وقت البعثة الإسلامية كانت الرواية كالآتي:


تم تعليق المسيح على الصليب...لم يمت لأنه شبه لهم انه قد قتل ولكنه في الحقيقة لم يمت وتم دفنه حيا ثم قام من القبر ونشأت أسطورة القيامة المسيحية بينما هو في الأصل لم يمت ومات المسيح لاحقا ورفعه الله إليه بعد الوفاة كما هو مذكور في القرآن الكريم.
وفي ظني أن المفسرين الذين تناولوا آيات المسيح في القرآن عبد وفاة الرسول بعشرات السنين قد اجتهدوا وجانبهم الصواب ولهم أجر.


و ها هو ذا اجتهادي فإن كنت مخطئا يكفيني أجر واحد والله تعالى عز وجل هو أعلى وأعلم.

No comments:

Post a Comment