5/25/2011

27 مايو

ما أشبه الليلة بالبارحة ...كل ما افتكر ال18 يوم بتوع الثورة أقول كده ..ما أشبه اليوم بالبارحة ..أيام ما كان الناس فى ميدان التحرير معتصمين بيطالبوا بسقوط النظام كانت الدعاوى كتير اووى ان الناس دى لازم تروح و كفاية كدة و عايزين استقرار و الناس مش لاقية تاكل ...سمعت الكلام ده من ناس كتير قريبين منى و ناس كويسة والهى و فعلاً قلبها على البلد ..و كنت بقعد أفكر مع نفسى و أقول طيب ايه علاقة الأكل بالناس اللى فى التحرير ..ليه الناس مش لاقيه تاكل ...ايه نوع الاستقرار اللى هما عايزينه؟ والهى أنا كمان عايز استقرار و أكيد مكانش هدفى لا أنا و لا غيرى اننا نقعد فى ميدان التحرير فى عز البرد و نسيب بيوتنا من باب التسلية او من اى باب تانى غير اننا فعلاُ كنا عايزين استقرار و هدفنا زينا زى الناس اللى عايزنا تروح –باستثناء مجموعة من المغرضين طبعاً  و دول اتعرفوا بعد الثورة و اتعلم عليهم– ان البلد دى تبقى أحسن و بس...  المهم الريس مشى و افتكرنا ان كله تمام و ان العجلة حتبدأ تدور بقى و اتفقنا كلنا من بعد ما عصام شرف مسك الوزارة ان المظاهرات لازم تقف و لازم نرجع شغلنا ندى فيه أكتر و نشتغل حكومة و شعب و جيش علشان النهضة و نبنى مصر الجديدة- اكيد مش قصدى هليوبوليس- ...و لكن لأن الحياة مش وردى اوى كده لقينا ايدين عاملاه تخرب فى الثورة و مش بس فى الثورة لأ فى البلد كلها...و خرجنا –احنا كشباب – من المشهد السياسى و رجعنا نتفرج على اللى بيحصل..كنيسة بتتحرق هنا و كنيسة بتتهد هناك..مسيحيين عند ماسبيرو  و مسلمين عند مسجد النور ...الشرطة لسه قافشة و الأمن بقى شبه منعدم و كل واحد بيحمى نفسه بنفسه ...سوزان رجعت شوية فكة و طلعت من السجن-اللى هى اصلاً مدخلتوش- ...حسنى كل مصر دلوقتى متأكدة ان مفيش قوة تقدر تزحزه من شرم الشيخ ...حملة هجوم جارح لكل النشطاء السياسين من اول نوارة نجم و شادى حرب و أسماء محفوظ و غيرهم ....الجيش بيتكلم عن ثورة مضادة من غير ما يحاول يجهضها ...الأمور بقت مش مظبوطة ..فى حاجة غلط بتحصل و كل الناس شايفة كده...
المهم طلعت دعاوى لمظاهرات يوم 27 مايو ...و انقسم الناس كالعادة..حبة موافقين و شايفين ان ده ضرورى و حبة برضه بيقولوا استقرار و البلد مش ناقصة و كفاية لحد كده و أنا ليه وجهة نظر تالته بقى ..أنا مع الفريق التانى فى ان البلد مش ناقصة و الاقتصاد حيبوظ و كفاية كده و علشان الأسباب دى كلها أنا شايف ان النزول للشارع يوم 27 مايو حتمى و لابد منه و انا بعتبره فرض عين على كل مصرى قادر....
غريبة؟؟والهى ابداً بالعكس ..احنا فعلاُ عايزين استقرار و فعلاُ كفاية كده تخريب فى البلد و كفاية عدم اهتمام بالقضايا اللى احنا المفروض نهتم بيها فعلاُ ...كفاية صراعات و مشاحنات و محايلة على الأمن علشان يرجع ...كفاية  كلام عن الاخوان و السلفيين و البابا و الكنيسة و كاميليا و عبير و كريستين ..خلينا نشوف الانتخابات اللى جاية حنعمل فيها ايه و نختار المرشحين على اى اساس..خلينا ندى فرص لمرشحين الرياسة يعرضوا برامجهم ...خلينا نناقش بموضوعية دستورنا الجديد حيبقى عامل ازاى ..خلينا نحط خطة علشان ننهض بالاقتصاد بدل الولولة عليه فى كل حتة و خلاص...خلينا نبنى بلدنا بقى صح...خلينا نوصل للجيش انه مشكور جداً على وقوفه مع الثورة بس لازم يعرف انه مش ابونا و انه مفيش طاعة مطلقة لحاكم من هنا ورايح.ززو اننا معاه طول ما هو معانا ووقوفه جنب الثورة مش معناها انها بتاعته.....خلينا ننزل يوم الجمعة ( والهى العظيم أجازة رسمى ) يعنى مفيش شغل واقف و مفيش عجلة انتاج مفسية و لا اى كلام من ده..خلينا نثبت للعالم كله اللى يتابع ثورتنا احنا بس-مع العلم ان فى ثورات تانية - ...ان الشعب المصرى موجود و هو اللى حيصنع مصيره و مش حيسمح لثورته انها ترجع لورا و لا لاى حد يخرب بلده...يلا نرجع زى ال18 يوم ...الليبرالى فى ايد اليسارى و المسيحى بيصب مياه للسلفى علشان يتوضا...ياللا نرجع الشعب ايد واحدة و نوصل رسالة لاى حد ان الشعب فوق الجميع و ارادته أوامر تنفذ ...
نصيحة أخيرة : لو كلامى معجبش و قررت انك برضه مش نازل يوم الجمعة ..ارجوك متشتمش الناس اللى نازلين و لا تتريق عليهم لأنهم والهى هم زيك بالضبط عايزين مصلحة البلد و بيحبوها و بيحبوك على فكرة ....

من انا او الغرفة

أفتح عيناى منزعجاً من الضوء المباغت .. ...أشعر بمطارق كثيرة تهوى داخل رأسى ...رأسى تكاد تتمزق من الألم الشديد...لا زالت عيناى شبه مغلقتان من أثر الضوء...أجلس على حافة السرير محاولاً أن أفيق و أن أفتح عيناى ...
عندها يظهر السؤال الأول ...أين أنا ؟؟أتأمل المكان باندهاش....انه خالى تماماً الا من السرير الذى أجلس عليه و مراة كبيرة فى نهاية الغرفة من الجهة المقابلة ...السقف عال و بعيد للغاية...باب الغرفة ايضاُ يقع فى نفس مستوى نظرى الأفقى مع الانحراف لليسار قليلاً ....استدرت لليمين فوجدت مكتبة كبيرة ممتلئة بالكتب ...و لا يوجد اى اثاث بالغرفة الا السرير و المكتبة  والمراة ..أرضية الغرفة من السيراميك الأبيض..اما السقف فهو أسود اللون.....أين رأيت هذة الغرفة من قبل ؟ انها تبدو مألوفة ..قد تكون غرفة بمنزل أحد أقاربى او أصدقائى و لكن من المؤكد أنها ليست غرفتى أنا ..
هنا يبرز السؤال الثانى : من انا ؟؟ ...هل أصبت بال(الزهايمر) ..لماذا لا أذكر اى شىء ..لا أذكر اسمى ..لا أذكر عمرى ..لا أذكر اى شىء عن ما سبق من حياتى التى عشتها..من المؤكد أننى لم أخلق حالاً و أننى أملك حياة سابقة و لكن لماذا لا أتذكرها؟ ...أعتصر ذهنى محاولاً الوصول لاجابة عن السؤال و لكن الأمر يبدو مستحيلاً فالمحاولة لم تسفر الا عن مزيد من الصداع لرأسى المسكين فأتوقف عن التفكير رحمة به...
أقوم من مكانى و أتجه الى المراة و أنظر اليها بلهفة محاولاً الوصول للحقيقة..أنظر لنفسى ...أبدو مألوفاً لنفسى و لكن ليس لدرجة أن أكون أنا  ...هذا الشكل ..تلك العينان.. و لكن ماذا عن تلك الخصلات البيضاء التى تظهر فى شعرى ...يبدو اننى أكبر مما كنت أتصور ...أنظر للمراة طويلاً ....اذكر اننى قرأت فى مكان ما ووقت ما عن قصة لمراة يسكنها الشيطان كما أذكر اننى شاهدت فيلماً يتحدث ايضاُ عن مرايا مسكونة ...أتذكر القصة والفيلم فأعجب اننى أذكرهما و لا أذكر اسمى او أى تفاصيل عنى  ... دائماً ما كنت أخشى المرايا...طالما مرت بى هواجس عن ما تفعله صورنا فى المراة عندما نتركها و نستدير..هل تنظر الينا فى غل ؟ هل تبصق علينا ؟ هل تظل  صورنا قابعة فى مكانها كما يحدث فى أفلام الرعب ؟ ام انها تستدير عائدة الى داخل المراة بانتظار ظهورنا مرة أخرى ..المراة كائن مرعب لا شك فى هذا ...
بعد أن اطلت النظر الى المراة أكتشفت أنه لا يوجد جديد..لا زالت عاجزاً عن تذكر اى شىء ...أنظر الى الباب و هنا يظهر السؤال الثالث ..لماذا لا أحاول الخروج ؟ ..أفكر فى الخروج ثم أتراجع خائفاً ..خائفاً من ماذا ؟ لا أدرى و لكن من المؤكد أن شراً ما كامناً وراء هذا الباب ؟ قد يكون الباب مطلاً على نهر الأمازون مباشرة فأفتحه لأجد فكى تمساح عملاق و أكون وجبته السعيدة او قد يكون الباب قابعاً بأعماق بركان كبير ما أن أفتحه حتى ينفجر فى وجهى و ربما الباب موجود فى عرض المحيط فاذا فتحته التهمتنى أسماك القرش العملاقة و من الجائز ايضاً أن الباب مطل على وكر من أوكار المافيا فيصفون جسدى برصاصهم كما كانوا يفعلون فى الأفلام ...حسناً ..الاستنتاج هو أن ما وراء الباب غير امن بالمرة ..
أقف لا أدرى ماذا أفعل و تتملكنى الحيرة و أشعر بالرغبة فى البكاء فأجلس أرضاً و أدفن رأسى بين يداى و أبكى بحرقة ..أرفع رأسى و أنظر الى سقف الغرفة و الدموع تملأ عيناى...انه بعيد جداً و لا أذكر أننى قد صادفت سقفاً بمثل هذا البعد من قبل ..كما أنه من الغريب أن يكون لون السقف أسود!! ....ماذا عساى فاعل الان ؟؟ ألمح نافذة عالية فى الركن ...انها المرة الأولى التى أرى فيها هذة النافذة لأنها كانت تقع خلفى مباشرة أثناء جلوسى على السرير و لذلك لم أتمكن من رؤيتها من قبل..انها عالية جداً و لكننى أرغب فى الوصول اليها...أريد أن أعرف ماذا يوجد بالخارج و هى وسيلتى الوحيدة لذلك ...كما أن هناك احتمال أن أكون فى دور أرضى فأستطيع الخروج منها بسلام دون مواجهة أهوال ما وراء الباب ....أقف مفكراً فى طريقة للوصول للنافذة العالية و أسمع صدى أغنية يتردد فى أذنى ...أكاد أقسم بالله أننى لم أسمع هذة الأغنية من قبل.. كلماتها غريبة و لحنها ايضاً ...أتعجب بشدة من تردد صدى تلك الأغنية ...فهى ليست من نوع الأغانى التى أحب...حسناً ..يبدو أننى بحاجة لتدوين اكتشافاتى عن نفسى من حين لاخر ....من الواضح انى صاحب ذوق جيد فى الموسيقى-على الأقل بالنسبة لى- فلم تستهوينى كلمات و لا ألحان تلك الأغنية الرديئة التى لا زالت لا أعرف أين سمعتها و لا لماذا ترن هى فى أذنى دوناً عن بقية الأغانى التى أحبها..
أعتقد أن الوقت ليس مناسباً لتذكر الأغانى التى أحبها الان و على أن أفكر فى طريقة للخروج من الغرفة أو على الأقل الان طريقة للوصول للنافذة ...أحاول سحب السرير الى حيث النافذة ...يتحرك بصعوبة و لكنه يتحرك ...أواصل المحاولة حتى يصبح السرير تحت النافذة مباشرة ....أٌقف عليه و أرفع قدماى ...تباً لا زالت النافذة عالية و لا أستطيع أن أصل لها ....أصاب باليأس بعد هذا المجهود المبذول بلا نتيجة و أجلس على السرير مرة أخرى..أفكر.... ...المكتبة ؟؟
لماذا لا أزور المكتبة ؟ قد تفيدنى بشىء ما..من المؤكد أنها ستفعل ...فأنا أحب القراءة جداً و أعتبر أن من لا يقرأ كثيراً ينقصه الكثير ...اضافة جديدة أعرفها عن نفسى الان ...
أتجه الى المكتبة متفائلاً ...اجد الكثير من الكتب مختلفة الأشكال و الأحجام ..من روايات الجيب الى المجلدات و لكن الأغلبية من الحجم المتوسط و لكن الغريب أن كلها بلا عنوان ..عجيبة ؟ أفتح أحد الكتب فأجد صفحاته بيضاء كلها بلا كتابة أعيده الى مكانه و أمسك باخر...نفس الشىء..ابدأ فى القاء الكتب بعصبية ..كل الكتب بلا كتابة..ان الكتابة قد مسحت ...من قال لى أن الكتابة قد مسحت ؟ أنا متأكد أن هذة الكتب كانت تحتوى كلام و معرفة و علوم و هناك من طمسها عمداً فصارت صفحات بيضاء....
الصداع صار أضعافاً مضاعفة و الأمور أصبحت أكثر تعقيداُ ..المراة غير مفيدة فهى لا تذكرنى بشىء كما أننى أكره شكلى بهاو أشعر أنه ليس شكلى و أكره خصلات الشعر البيضاء..
النافذة عالية جداً و لا أستطيع أن أصل لها ...السرير هو ما بدأت رحلتى فى الغرفة منه و لكنه يبدو لى غير مفيد....المكتبة صارت ديكوراً جميلاً و لكنها ايضاً غير مفيدة بالمرة و لا أستطيع أن أحصل منها على شىء...
اذا..لا حلول ...لا مفر ...لابد من أن أواجه ما أو من وراء الباب الا اذا أردت أن أقضى ما تبقى من عمرى داخل هذة الغرفة ...
تنبهى يا تماسيح الأمازون ....استعدى يا أسماك القرش...خذوا حذركم يا عصابات المافيا ...لن أخشى أمواج أو براكين وسأخرج ...
اتخذت قرارى و توكلت على الله و فتحت باب الغرفة و خطوت خطوتى الأولى خارجاً منها .....

5/22/2011

جريمة قتل

جلسوا جميعاً ببهو البيت الكبير..أراقب وجوههم المنفعلة و أرى القلق فى عيونهم ..ها هو خالد يدخن بلا توقف و يدق الأرض بقدمه بعصبية والى جواره زوجته رحاب التى لا تحاول أن تهدأ من روعه .. أمامه تجلس شقيقته الكبرى ريهام تنظر الى السقف بنظرة ثابتة و لا تكف عن قضم أظافرها و خطيبها رامى يتصل بها كل نصف ساعة ..على الطرف تقف سالى أصغر الأبناء تبكى فى صمت و تدعو الله فى سرها أن يرفع الغمة..
جو عام من التوتر والقلق  يسود البيت الكبير للمرة الأولى منذ دخلته و أنا طفلة صغيرة ....
يتوقف الزمن تماماُ عند نقطة فاصلة يخرج فيها الطبيب من الغرفة و يتجه الى الأولاد الجالسين ببهو البيت الكبير ...تتعلق كل العيون بالطبيب فى لهفة لا يمكن وصفها بالكلمات بينما تجرى سالى باتجاهه بكل قوة و تسأله بعينيها فيجيب.." اطمنوا يا جماعة ..ان شاء الله خير .." ينشغل الكل بالحديث مع الطبيب و يسألوه عن صحة الحاجة  فيجيب بأن الرعاية الطبية لازمة ...تعلن سالى عن استعدادها للاقامة معها بصفة دائمة و الاستقالة من عملها ..بينما تنفعل ريهام و تصر على انها من سترعاها فى مرضها..تبدو رحاب غير معنية بالأمر و أرى فى عينيها علامات الاحباط التى لا أعرف سببها ..لا أخفيكم سراً ..أنا لا أحب رحاب..خالد يصر على الاقامة معها هو الاخر و فى النهاية يتفقوا على أن يقسموا أيام الأسبوع عليهم ..الجمعة و السبت من نصيب خالد و زوجته رحاب..الأحد و الاثنين من نصيب سالى ..الثلاثاء و الأربعاء و الخميس من نصيب ريهام لأنها لا تعمل و كل مشاغلها هو الفريق الموسيقى التى تلعب به.
لماذا استبعدونى من التقسيم....لا يهم ..المهم اننى سأظل معها فى الأيام السبعة رغماُ عن أنفهم  جميعاً ..
تمر الأيام و يستمر الوضع بلا جديد فقط تحسن طفيف فى حالة الحاجة يعقبه انتكاسة و حضور الطبيب ثم تحسن جديد و هكذا حتى جاءت الليلة الموعودة..
ذهبت كعادتى كل صباح الى غرفة الحاجة لأوقظها من نومها ففوجئت بها لا تحرك ساكناُ ..كان اليوم هو السبت فاستدعيت خالد  و زوجته و أحضرا الطبيب الذى أعلن وفاة الحاجة ...
حضر الجميع الى البيت الكبير فى اليوم ذاته سالى , رامى و ريهام و محامى الأسرة و أعلن الطبيب للجميع و أمام المحامى أن الوفاة ليست طبيعية و انما هى ناجمة عن جريمة قتل عن طريق الخنق كما تبين من الجثة ...
عشنا اياماً عصيبة جميعاً وسط تحقيقات المباحث و النيابة و رفع البصمات و غير ذلك مما ساهم من جو التوتر الذى امتلأ به البيت بعد الوفاة ..
لم تستطع النيابة تحديد مشتبه به و قررت أن الكل مشتبه بهم و خصوصاً رحاب و خالد و أنا بالطبع باعتبارنا كنا موجودين ليلة وقوع الحادث...
أنا لا أحب رحاب فهى مريبة و أشك بها فى المقام الأول ...رحاب لا تهتم الا بمظهرها فقط ..تحرص على وضع مكياجاً ثقيلاً و عطراً قوياً كما أن ملابسها تلتصق بجسدها دائماً و منذ أن تزوجت خالد و صارت عضوة فى الأسرة و أنا أشعر أن نظراتها و حركاتها غير مريحة و خصوصاُ تجاه رامى خطيب ريهام ..
بالنسبة لخالد أشك أن يكون قد قتل والدته على الرغم من كل الخلافات التى دبت بينهم فى الأعوام الأخيرة و تحديداًُ منذ أن أصر على الزواج من رحاب الفتاة التى لم تعجب الحاجة ابداً حتى وصل الأمر الى القطيعة بينهم تماماًُ قبل مرض الحاجة الأخير ..
سالى فتاة رقيقة جميلة اخر العنقود كما يقولون ..شخصياُ أستبعد أن تكون هى القاتلة لأنها تحب الحاجة جداًُ و كانت تعود من كليتها ثم عملها فيما بعد لتقضى كل الوقت الى جوار أمها ...
ماذا عن ريهام ؟ ريهام عصبية و دائماً ما تثور و تنفعل لأتفه الأسباب و لكننى أعرف أنها طيبة و لا يمكن أن تتورط فى شىء كهذا ...
رامى خطيبها أقرب الى الشخص الأبله...لا يفعل شيئاُ فى عالمه الا الحديث عن الموسيقى و الحفلات و تلك الأشياء التى لا أحبها ...
اذاً من فعلها؟ ...أنا شخصياُ أشك فى رحاب ...من المؤكد أنها ارادت أن يحصل زوجها على نصف الثروة فأسرعت بانهاء حياة أمه ...
النيابة تقترب من غلق القضية و قيدها ضد مجهول فلا يوجد دليل واحد ضد اى فرد ...لا توجد بصمات ...لا توجد دوافع ..اذا كان الدافع هو المال فكل الدوافع متساوية ايضاُ ...
أدخل الى غرفتى فى المساء بعد يوم عمل مجهد فالمنزل الان ممتلىء بالناس مما يتطلب منى مجهوداُ مضاعفاً فى التنظيف و اعداد الطعام و غير ذلك ...حالة الأرق مستمرة منذ مقتل الحاجة و أنا لا أستطيع النوم ..اقوم لأكل شىء ما لعل النوم يأتى ..
أقترب من غرفة سالى ...أسمعها تتحدث بالتليفون بصوت عالى و تحدث محدثها بحدة قائلة " لأ ..مش بعد ده كله يا روح أمك ....كل اللى أنت عايزه حصل...الولية و ماتت..الفلوس و حتتوزع ..البيت حنسكن فيه و ريهام حتفك منها..متستطعبتش انت عارف انى دلوقتى لازم اتجوزك.انا بنت ناس و مش حينفه اتفضح..أنت فاهم " ....ما هذا الكلام!! ليس من عادتى التصنت على أحد فى المنزل و لكن لماذا تتحدث سالى عن الحاجة بهذة الطريقة ؟؟و اى فضيحة التى تتكلم عنها سالى؟....قررت أن أستمر فى التصنت ..يبدو أن محدثها أغلق الخط ..سمعتها تحدث أحداُ معها فى الغرفة " ابن الكلب بيماطل مش عارفة ليه ..." ترد محدثتها " متخافيش يا حبيبتى حاجيبهولك من رجليه .." ....انه صوت رحاب ...ماذا يحدث بالضبط ؟ الأمر أكبر من أن أفهمه...
قررت التركيز مع كل من فى البيت فى الأيام القادمة و بدأت تحدث مواقف غريبة .. فى يوم من الأيام سمعت ريهام تتحدث فى الهاتف مع شخص ما و تهددده بانها "حتشيلهاله "..لم أفهم من هو من سيشيل و ايه اللى حيشيله ؟ و فى يوم اخر وجدت سالى تبكى فى غرفتها و عندما سألتها قالتلى أنها تذكرت الحاجة ..قررت النيابة أن تغلق القضية فرفضت الصمت و ذهبت الى " البيه " وكيل النيابة و أقررت بكل ما أعرف تخليصاُ لضميرى خاصة بعد أن تأكدت أن ذكائى المحدود و تعليمى المتوسط لن يمكنانى من الوصول للجانى..
وجدت اهتماما ً جيداُ من " البيه" وكيل النيابة بكلامى و طلب منى أن أستمر فى محاولات استراق السمع دون أن يلحظ أحد ..لم تسفر المحاولات عن جديد يذكر ...فقط أعلنت النيابة بعد عدة أياممن بلاغى القبض على أربعة متهمين " رامى, سالى , ريهام , و رحاب " ....وجدت نفسى عاجزة عن الفهم أكثر و بعد أسابيع من التحقيقات عرفت كل التفاصيل..
ذهبت الى ال " بيه " وكيل النيابة فابتسم عندما رانى و قال " اقعدى يا سنية ..طبعاً انتى مش فاهمة حاجة ...أنا حاشرحلك ايه اللى حصل ..." و بدأ يشرح " الموضوع بدأ من فترة لما الحاجة قطعت مع خالد بعد جوازه من رحاب ..بدأت رحاب تخاف ليتحرم جوزها  من الميراث ...و  المفاجأة ان رامى صديق مقرب من رحاب و أنه دخل الى العائلة بايعاز منها و ما كفاهوش  تمثيلية الحب مع ريهام بل بدأ ايضاُ يلعب على أوتار سالى الأخت الصغيرة و فهمها أنه لما عرفها حبها أكتر من أختها و أن الحل الوحيد انه يسيب أختها و يتجوزها هى لأنه بيحبها ...المهم...بدأت المواضيع تتلعبك  و خصوصاً بعد ما رامى وصل لسرير سالى و الحاجة كانت عايزة تجوز ريهام لرامى بسرعة  و رامى كان دايماً بيأجل ..المهم رحاب ورامى ملو دماغ سالى ان الحل الوحيد للموضوع ده ان رامى يسيب ريهام و يتجوزها هى و ده مش حيحصل ابداً الا لما الحاجة تتكل على الله طبعاً..كانت ريهام بدأت ساعتها تدمن المخدرات الى عرفتها اصلاً عن طريق رامى و اللى فهمها ان المزيكا و المخدرات لازم مع بعض و بدأت الفلوس متكفيش مع ريهام و أقنعها رامى و رحاب ان الحل الوحيد هو ان الحاجة تموت علشان تاخد ربع الثروة و تستريح ...المهم اتفقو الأربعة على ان الحاجة لازم تموت خصوصاً ان صحتها كانت بدأت تتحسن و ده خوفهم أكتر ...اتفقوا على ان اللى ينفذ هو رامى  علشان أبعد واحد عن الشبهة و فعلاً تم التنفيذ و اتسبك الدور كويس اوى منهم هم الأربعة و متكتشفوش الا لما اختلفوا ..رامى قرر انه مش عايز يتجوز حد من البنتين دول ..ريهام بقت مدمنة رسمى  وفى عالم تانى و سالى قتلت أمها علشان تتجوز رامى فالاتنين فى نظره زبالة...رحاب حاولت تقنعه كتير انه يهدى اللعب بس هو قفش و بدأ يخلع منهم ..ماكنوش يعرفه علاقته برحاب كل ده ..المهم وقعوا فبعض ووقعوا مع رحاب و بدأت خلافتهم تظهر على السطح لحد لما اتفضحوا....الوحيد اللى كان مغيب فكل ده هو خالد و بعد وفاة أمه رجع لهى نفسه فى شغله و ساب الدنيا تضرب تقلب فى البيت الكبير اللى مكنش بيرضى يدخله بعد وفاة أمه "
أنهى كلامه فاستمعت له مذهولة ..هل يمكن أن يكون العالم من حولنا بهذا القبح ؟؟




رسالة هامة للدكتور عصام شرف


عزيزى الدكتور عصام
تحية طيبة و بعد.. ...
اننى أتذكر يوم الجمعة الموافق الرابع من مارس ...عندما احتشد مئات الالاف من المواطنين فى ميدان التحرير للاستماع اليك باعتبارك أول رئيس حكومة فى تاريخ مصر ينزل الى الشعب و يستمد شرعيته منه لا من رؤسائه او ممن عينه ...
سيدى ...لقت قلت لنا بنفسك تلك الكلمات من على منصة ميدان التحرير فى الرابع من مارس...قلت أن شرعيتك مستمدة من الجماهير و بكى من بكى و تأثر من تأثر و لكن اتفق الجميع على أن التغيير للأفضل قادم و أنه حان وقت العمل يد واحدة..شعباُ و حكومة من أجل تحقيق مستقبل أفضل للبلاد ووثقنا بك جميعاً و لا زلت متأكد أنك اهلاً للثقة و لكن دعنى أطلب من سيادتك رداُ على العديد من الاسئلة التى تراود الجميع الان و لا تجد اجابة ...
اولاًُ : الى متى سيغيب الأمن عن الشارع المصرى ؟ و الى متى ستظل وسائل الاعلام المرئية و المقروءة تحاول ايهام الشعب بأن غياب الأمن ناتج عن عجز الداخلية عن تأدية عملها خوفاُ من بطش المواطنين؟ و أين ذهب ملايين المجندين و الالاف من الضباط ؟ و لماذا لا يعودون للعمل ؟؟الا يعد هذا اضراباُ فئوياُ مما تنددون به سيادتكم – و أنا معكم- ؟ و الله انى اعتبره خيانة عظمى و ليس اضراباً فئوياًُ او عجز عن أداء الوظيفة؟ اذا كان اللواء المحترم /منصور العيسوى عاجزاً عن أن يعيد الأمن للشارع فليتقدم باستقالته من قيادة تلك الوزارة الحساسة فمن غير المعقول أن نطالب بعودة السياحة أو أن نشجع المستثمرين فى ظل غياب الأمن! و هل سيادته عاجز عن أن يقيل أربعة من مساعدى العادلى و الذى اعترف سيادته صراحة بأنه بانتظار النشرة القادمة  حتى يقيلهم؟ و حتى تجىء النشرة القادمة ماذا نفعل؟هل ننتظر حتى تزهق أرواح المصريين و يستمر ترويعهم فى الشارع و اذا كانت النشرات الاستثنائية لن تصدر فى حالات الثورات فمتى ستصدر نشرات استثنائية؟
ثانياً: لماذا تترك سيادتكم بعض الوزراء ممن يسيئون الى الثورة و يسيئون الى اسم الدكتور عصام شرف, و على رأسهم سمير رضوان الذى أعلن أن البلاد ستفلس فى غضون شهور و حقيقة لست أدرى لماذا لم يوضح لنا سيادته ما دوره فى منع هذا الافلاس غير الظهور بشكل يومى فى البرامج التليفزيونية للصراخ بتدهور الحالة الاقتصادية بدلاُ من العمل بضمير من أجل انقاذ اقتصاد البلاد – اذا
كان كلامه صحيحاُ – و ان كان عاجزاًُُ عن منع الافلاس فليتقدم باستقالته و ليترك غيره يحاول أن ينقذ الاقتصاد؟
ثالثأُ : لماذا يستمر يحيى الجمل فى الاشراف على ملفات لا تتقدم لخطوة و أولها الحوار الوطنى الذى يتعمد سيادته افساده بدعوة قيادات و رموز الحزب الوطنى- المنحل بقرار محكمة- وعندما يغضب الشرفاء و الثوار من حضور هؤلاء يصور سيادته الأمر على انه اختلاف فى الحوار الوطنى بين رموز المجتمع ؟ و يقول أن الشعب لا يتفق ابداً وكذلك اشرافه على ملفات الاعلام و التعليم الجامعى و هما الملفان اللذان لا تنتهى مشاكلهما؟

رابعاً : لماذا الاصرار على الابقاء على سامى الشريف رئيساً لجهاز التليفزيون و أظن أننا جميعاً نتفق أن هذا الجهاز شديد الأهمية فى ايصال المعلومات للشعب و تستمر معه السياسة الاعلامية الفاسدة السابقة و اخرها ما رأيناه من قطع لبرنامج مباشر على الهواء لأن كلام الضيفة لا يعجب الاستاذ سامى ؟
خامساً: لماذا اهمال مشكلة طلبة الاعلام و التمسك ببقاء رئيس الجامعة حسام كامل الذى تحوم حوله الشبهات و كذلك عميد الكلية الذى اقترب الطلبة من الانتحار يأساُ من أن يرحل ...و لكنه قال أنه لن يرحل منذ عدة شهور و يبدو أنه كان واثقاُ فها هو العام الدراسى ينتهى و سيادته متشبث بالمقعد بل و تم فصل الطلبة المعتصمين عن الدراسة فى ظاهرة غريبة للغاية؟
سادساٌ: انها المرة الأولى فى حياتى يا دكتور عصام التى أسمع فيها عن نفاذ سلعة استراتيجية مثل السولار فى 24 ساعة !! معلوملتى الضئيلة تقول أن الدول تحتفظ بمخزون احتياطى من السلع الاستراتيجية فعندما يقترب المخزون من النفاذ تعلن الدولة عن أزمة متوقعة فى غضون شهور اما أن ننام و نصحو فلا نجد نقطة سولار فى البلاد فهو أمر عجيب للغاية و لابد من فتح تحقيق لمعرفة المتسبب فى هذة الكارثة و ماذا يفعل وزير البترول لحل المشكلة سريعاً غير المداخلات التليفونية و الحديث عن سرقة السولار و كأننا نتحدث عن عدة زجاجات من السولار و ليس مخزون استراتيجى لدولة
 !!
سابعاً  و أخيراُ : لماذا تحاول كل الجهات  الرسمية أن تقول للمواطن فى صورة غير مباشرة هذة هى نتيجة ثورتكم ؟؟ ما علاقة الثورة بكل ما سبق و لماذا لا تتدخل سيادتكم لحل هذة المشكلات؟

سيدى أنى حقاً أقدرك و أحترمك و لكننى أطلب من سيادتك أن تصارحنا بالحقيقة ..اذا كانت هناك وزارات مفروضة على سيادتكم أرجوك صارح الشعب ...اذا كانت سلطة قراراتك تجاه الوزراء مقيدة بشكل ما فانى أطلب منك أن تعلن هذا الان قبل أن تسوء الأمور أكثر يا سيدى ....
اسف للاطالة و أتمنى لكم و لنا و لمصر دوام التوفيق...


5/21/2011

الفصل الأول من رواية القناع

المقدمة
هل يرتدى كل منا قناعاً يدارى به وجهه الحقيقى؟
هل يستطيع الواحد منا خلع قناعه أو ارتدائه وقتما يشاء؟
هل هذا القناع هو شخصيتنا الحقيقية أم أن ما تحت القناع هو شخصيتنا الحقيقية أم أن كلاهما معاً يكونا الشخصية؟
هل لكل منا قناعه الخاص به أم أنه توجد (اصطمبات) من الأقنعة مثل قناع الدين, قناع السلطة, قناع النجاح و قناع الثقافة؟
لن يستطيع أحد أن يجيب على هذة الأسئلة و لا أنا , أنا فقط سأطرحها و أترك لكم اكتشاف الاجابة و تحديد قناعه الخاص و من لا يملك اي أقنعة فسأذهب اليه بنفسى لأهنئه فمما لا شك فيه أنى أعرف مكانه الان.















الفصل الأول
ميلودى أفلام
روتانا سينما
بانوراما دراما
نايل دراما ..... استقر ريموت الكنترول فى يد الممرضة الشابة على هذة القناة التى تعرض مسلسلاً تركياً لا يقل سخافة عن نظرائه فى مصر أو فى تركيا.
نفخ " مروان " دخان سيجارته العاشرة و نظر الى ساعته فوجدها الحادية عشرة مساءاً , أطلق فى سره سبة بذئية مكونة من ثلاث حروف و نادى الممرضة التى انهمكت بكل حواسها مع المسلسل التركى:" لو سمحتى يا انسة ممكن تقولى للدكتور ان انا قاعد بره اصل أنا متأكد أنه نسى, انا بقالى يييجى ساعتين و شوية "
" لحظة واحدة يا كابتن بس حادخلو فى الفاصل "
انتظر حتى الفاصل و ذكرها مرة أخرى بوجوده فمسحت الدموع التى انهمرت على وجنتيها من المشهد الأخير و دخلت لتخبر الدكتور بوصول أحد مندوبى المبيعات فى الخارج.
فى الواحدة الا ثلث صباحاً كان وليد يجلس أمام الدكتور و ابتسم محاولاً تملق الدكتور : "مساء الخير يا دكتور"
"أيوه يابنى اتفضل بسرعة أنا معنديش وقت "
" أنا معايا لحضرتك ....." قاطعه الدكتور: "سيب كل اللى عندك و أنا حاشوف كله و عدى عليا بعد أسبوع اديك تمنه لو عجبنى , مع السلامة.."
قام مروان مصافحاً الدكتور و خرج متجهاً الى سيارته و أشعل سيجارة جديدة و تساءل بينه و بين نفسه هل هذا ما كان يحلم به عندما كان طالباً فى الصيدلة ؟ أن يمر على العيادات يتسول من الأطباء أن يشترون من بضاعته مثله مثل تاجر شنطة و لكن بالمفهوم الحديث.
هز رأسه و تخيل أحلامه أيام الدراسة كان يحلم أن يعمل فى مصنع أدوية ليركب الأدوية و أن يكتشف تركيبة  دواء جديد فى كل عام ثم ارتطم بالواقع فلا يوجد دواء يركب أو يصنع فى مصر و انما فقط توكيلات لأدوية يتم استيرادها و بيعها أو- على أحسن الظروف- تعبئتها فى مصر و أدرك الحقيقة المفجعة أن بعض دول العالم من الممكن أن تعمل على ايقاف  توريد الدواء الى مصر وقتما تشاء ليموت كل المرضى فى ربوع البلاد بلا علاج.
اتجه بسيارته الى القهوة القريبة من منزله ليلتقى مع من تبقى فى مصر من اصدقائه الذين سافر معظمهم الى الخارج لشراء المال مقابل سنوات شبابهم.
سحب كرسياً و جلس الى جوار اصدقاءه دون سلام.
" ايه يا دوك ؟ ما بعتش ف ولا زيارة ولا ايه ؟ " سأله أحد الأصدقاء
" بعت يا اخويا بس مفيش كاشات ....دكاترة بنت مرة ..الناس بتوع قطر كلموك و لا لسه؟.."
" ايه ؟ شاورت عقلك و قررت تجرب حظك بره ؟ "
" لا يا عم أنا بس باطمن عليك...هات شاى بالنعناع يا ياسر بسرعة علشان قايم "
" قايم على فين يا عم , هو انت لسه قعدت ؟؟"
" أم ديه قاعدة بقى , قاعدينها من و احنا فى ثانوى , زودتلنا ايه يعنى ؟ بالعكس دى خدت مننا ..."
" بيقولك بركات مش حيلحق ماتش الاسماعيلى "
" امال حيبدأ بمين مكانه بقى ؟؟"
                          ************************
" يا جماعة لازم نفكر ندى مجتمعنا و نفيد ديننا فى نفس الوقت ..هى دى الخلاصة يا جماعة انما نعمل ايه يا اخواننا ...حاقولكوا نعمل ايه بس بعد الفاصل ...."
ضغطت ايناس زر كاتم الصوت ريثما ينتهى الفاصل و فتحت غطاء اللاب توب الموارب ثم فتحت صفحة الفيس بوك الخاصة بها و التى تستخدم فيها اسم " دينا " و صورة لا تمت لها بصلة و انما هى صورة موديل غير معروفة على الاطلاق. وجدت العديد من طلبات الاضافة الى صفحتها الخاصة و لكنها اختارت بعض الأشخاص الذين اعجبوها ووافقت على اضافتهم, فتحت صندوق الرسائل الخاص بها و قرأت الرسائل الواردة اليها من الشباب-بل و الرجال- و معظمها يتحدث عن جمالها الذى هو جمال الموديل التى تستخدم صورتها و تطور بعض ذوى الجرأة الى الحديث عن رغبتهم فى اقامة علاقة جسدية معها و شطح خيال البعض الاخر طالباً الزواج منها.
سرحت بخواطرها أمام الشاشتين و تذكرت أيام الكلية عندما كانت تحلم بأن تملأ بيتها سعادة و استقرار مع زوجها الرومانسى الحنون الذى سيعوضها عن كل ما مرت به فى حياتها من شجن – مع أنها لم تكن قد مرت بأى شجن فى حياتها بعد – و مرت السنون و ها هى تقترب من التاسعة و العشرين بلا زوج , نعم رفضت الكثيرين من المتقدمين لها فهى كانت تحلم بالزواج عن حب و منذ ثلاثة أعوام قررت أن تتنازل عن فكرة الزواج عن حب و أن توافق على عريس مناسب مادياً و ملتزم دينياً و لكن من جاءوا بعد السادسة و العشرين أقل – عدداً و جودةً- ممن جاءوا قبل السادسة و العشرين.
و ها هو عام كامل يمر منذ أن قرر اخر عريس التقدم لخطبتها و رفضته لأنه لا يناسب  طموحاتها و هى تعلم كل العلم أنه لو جاء الان لوافقت عليه بلا تردد , نعم فهى بحاجة الى رجل ليس نفسياً من المقام الأول و انما جسديا", فجسدها مستعر من نار الشهوة و يطلب رجلاً كما يطلب الظمان ماءاً أو يطلب الخرمان سيجارة و هى فتاة ملتزمة لن تسمح أبداً لرجل أن يلمسها الا زوجها.
قامت من مكانها و أغلقت باب غرقتها بالمفتاح ووقفت أمام المراة تنظر الى جسدها الفاتن فى المراة و حدثت نفسها قائلة:" يا بختك ياللى حتتجوزنى والهى...دا انت حتاخد حنان و دفا منى عمرك ما شفته مهما كان اللى شفته ...بس انت فين ؟ انت فين ؟؟؟اه ه ه ه "...... ووجدت الفاصل قد انتهى فاستغفرت ربها و شغلت صوت التليفزيون
" السلام عليكم, رجعتلكم مرة تانية حاقولوكوا ازاى تفيدوا المجتمع و تخدموا دينكوا فى نفس الوقت ....نمرة واحد ...... "
                                ***************************
 " مش ممكن يا جماعة اللى احنا بنعانى منه ده ...يعنى ايه كيلو اللحمة ب 75 جنيه و كيلو الجبنة الرومى ب 60 جنيه و قزازة الزيت ب 18 جنيه و رغيف الجيش بربع جنيه ده لو موجود اساساً , امال الناس تاكل منين يعنى , انا عايز رد من حد من الحكومة على التساؤلات ديه كلها؟؟ فاصل و ارجعلكوا اما نشوف اخرتها "
cuuuuuuuuuuuuuuut

"هايل يا أستاذ . برافو دخلة الحلقة هايلة , زمان الموبايلات كلها بترن دلوقتى و الناس بتقول لبعضيها افتحوا اتفرجوا على باسم سمير و هو بيقطع فى الحكومة "
" ميرسى يا هانا , انا عايز الكادر نصين نص عليا و نص على الفيديو بتاع طابور العيش اللى صورناه و ياللا يا مزة بقى علشان أجهز علشان الهوا "
خرجت هانا من الاستوديووتوجهت الى استراحة الضيوف و صافحت ليلى الراقصة المعتزلة التى جلست تدخن فى انتظار فقرتها مع باسم فى حلقة الليلة من برنامج التاك شو الذى أصبح مؤخراً رقم واحد على مستوى الوطن العربى.
" منورة الاستوديو يا مدام ليلى "
" ميرسى يا حبيبتى , انتى شكلك مزة اوى انهاردة "
" ده بس من ذوقك يا روحى "
" انا قدامى قد ايه يا قمر و اطلع "
" بالكتير نص ساعة حابعتلك بتوع الماكياج حالاً , بعد اذنك "
" اتفضلى يا حبيبتى "  
جلست ليلى تتابع باسم و هو يسأل السيد الوزير اسئلة كثيرة حول ارتفاع الأسعار و أبدى تعاطفاً غير مسبوق مع معاناة الشعب من الأسعار و بعد أن أغلق السيد الوزير الخط استمر باسم فى انفعاله على الأوضاع فى مصر و أغفل أن تلك الأوضاع هى السبب الأول فى شهرته و ثراؤه اللا محدود.
و خارج الاستوديو المباشر جلست ليلى تدخن سيجارة  جديدة و أمسكت بتليفونها المحمول و طلبت احدى صديقاتها " الو ...انت نايمة يا وسخة انتى ,انا مش قايلالك اتفرجى عليا و سجلى الحلقة "
" ايوة ..انا مش نايمة انا منتأخة شوية بس ..انتى متلعتيش ليه ؟؟ "
" طالعة كمان نصايا كده ,بصى الدكر ده عامل ازاى ,يا لهوى عليه ,انا عايزاه يا صافى "
" يووووه ما تفوكيكى منه بقه , كل مصادرى بتقول أنه ملوش فى النسوان "
" هو أنا زى كل النسوان يا وسخة و لا ايه ؟و بعدين أم مصادرك ديه بقى اللى جايبانا ورا,افتحى اتفرجى على الحلقة و قوليلى ايه النظام و حاكلمك لما اخلص "
" قشطة , ياللا باى "
أغلقت الخط و تابعت باسم و هو يقول " بعد الفاصل اللى جاى ده معانا نجمة وحشتنا اوى ووحشتنى أنا شخصياً , مش حاقولوكوا هى مين الا لما نرجع , بس خاليكوا معانا ...."
                                         *****************
"ايه يا وليد ..فى ايه...انا باكلمك بقالى كتيير مش بترد عليا ليه ...اسمعنى عايزة اقولك على حاجة ...انا مسافرة 3 ايام دبى تبع الشغل ....من بكره ...عايز حاجة من هناك ..يعنى ايه..مش كل سفرية بقى تقرفنى أنا فيا اللى مكفينى و بعدين دى مش فسحة ده شغل و مينفعش ماروحش ....ابقى روح اقعد عند مامتك لو مش عايز تقعد لوحدك...نتكلم بعدين؟؟ماشى......باى "
أغلقت راندا الخط و انطلقت بسيارتها خارجة من القرية الذكية و متجهة الى منزلها بالسادس من أكتوبر و ما لبثت أن أخرجت هاتفها مرة أخرى و طلبت رقم شيرى او شيريهان الجرجاوى انتيمتها : " الو ...هاى يا شيرى ..."
" هاى يا دودو ..مال صوتك ؟؟"
" مفيش ...حضرة الضابط منكد عليا كالعادة..عندى سفرية كده مع الشغل و عايز يعمل فيها ضابط بقى بس فاكس أوى ...."
" ما تييجى نخرج بلييل نسهر فى اى حتة و تحكيلى بالتفصيل "
 بس قولى للواد أيمن اللى جه معانا السخنة الشهر اللى فات , فاكراه ه ه ؟؟ peace “
" يا بت اتلمى انت مش متجوزة؟ "
" لأ بلييز ماتفهميش كده, انا بس عايزة نبقى فريندز مش أكتر ..."
" حارتب و اكلمك , بااااااى "
أغلقت راندا الخط و سرحت بخواطرها و رجعت 6 أعوام للخلف عندما شاهدت وليد الفولى  لأول مرة فى فرح احدى صديقاتها و أبهرها بجسده الرياضى وثقته بالنفس و ازداد انبهارها عندما علمت أنه ضابط شرطة  و كذلك هى سحرته ببشرتها البيضاء و شعرها الأشقر و فستانها الذى كشف عن معظم تفاصيل جسدها و ازداد سحره عندما علم انها بنت ( سيد الطوبى ) رجل الأعمال المعروف.
لم تستغرق علاقتهما أكثر من ستة أشهر و تزوجا سريعاً و بدأت خلافتهما سريعاً كذلك فوليد مخلص جداً فى عمله و يعشقه كما يعشق الطفل الرضيع أمه و كذلك راندا التى وصلت باجتهادها و تفانيها فى العمل الى منصب مديرة للموارد البشرية باحدى شركات المحمول الكبرى و هى التى لم تبلغ الثلاثين الا من شهور معدودة و هما لا يلتقيان فى المنزل الا قليلاً و لم يرزقا بعد بالأطفال لسبب لا يعلمه الا الله عز و جل مما ساهم فى رفع درجة التوتر بينهما.
و حدثت راندا نفسها " هو بيعمل عليا ضابط ليه ؟ مع انه أول ما عرفته و ايام الخطوبة كان رومانسى و كان حاجة تانية خالص!! أنا لولا منظرى و كلمة مطلقة أنا كنت فكيت منه , ده منظر على الفاضى "
وفى مديرية أمن الجيزة و بعد أن انهى الرائد وليد المكالمة الهاتفية مع زوجته أشعل سيجارة و أخذ يمر على قوائم الأسماء بهاتفه المحمول ثم القاه بعيداً على المكتب و شرد بذهنه سارحاً فى راندا الفتاة الفاتنة التى عرفها منذ أعوام و  كاد أن يجن من أجل أن ينالها زوجة له فهى جميلة و مثقفة و ناجحة و فوق كل ذلك فهى بنت سيد الطوبى و السلطة تعشق المال و العكس صحيح , دارت كل هذة الأفكار فى ذهنه فحدث نفسه : " أنا ايه اللى خالانى اتجوزها ؟؟ ديه ماتعرفش يعنى ايه لا بيت و لا راجل , كل اللى فى دماغها شغلها و سفرياتها و أنا اخر حاجة , مزة , ايه يعنى ,بعد شهرين جواز مابقتش مزة بقت عادية , بنت ناس و ماله ؟؟ما كل الناس ولاد ناس؟؟ ياااااااه .....نفسى أخلص منك يا راندا نفسى ..."
انقطع حبل أفكاره على صوت أمين شرطة " وليد بيه ...الحملة جاهزة يا فندم ..."
" طب ياللا يا روح أمك اجرى شوية هات القوة و اسبقنى على تحت ......اخلللللللللص .........."
                                           ******************

 "ربنا يباركلنا فى سيادتك يا فندم ...طبعاً معاليك ...كل أوامر سيادتك تتنفذ ...فى رعاية الله معاليك ...مع ألف سلامة يا فندم...... "
تنهد كامل تنهيدة ارتياح بعد أن أغلق المكالمة و مسح العرق الذى تصبب على جبهته رغم أن السيارة مكيفة و نظر الى الطريق الذى تنهبه السيارة نهباً الى  القاهرة عائدةً من الساحل الشمالى و أمر السائق بالاسراع قليلاً ليصل قبل المغرب.
و أرجع رأسه الى الوراء  و سرح بذهنه فى الانتخابات المقبلة - التى أصبحت شغله الشاغل منذ فترة- كم يتمنى أن ينجح ليحصل على الحصانة الدبلوماسية و يصبح اسمه مسبوقاً بسيادة النائب بدلاً من رجل الأعمال , انه من حقه أن ينجح ويصبح عضو مجلس شعب فقد أفنى عمراً فى خدمة الحزب منذ أن كان شاباً – هو و الحزب – الى أن كبرا معاً و قد طمأنته المكالمة على مقعده فى المجلس عن الدائرة التى لم يزرها منذ أكثر من عشرين عاماً و على ما يبدو فان الراحة أصبحت قريبة , صحيح أنه لم يرزق بالأولاد الا أنه لا يفكر بهذة الطريقة فهو يحمد الله على بناته الثلاثة و يدعو الله أن يبقيهن له , هو فقط يرغب فى الحصانة ليوسع تجارته و ليطمئن على نفسه و بناته.
تذكر أيام الشباب عندما انضم الى الحزب و بدأ عمله بتجارة السيراميك فى  بدايات الانفتاح و كان الحزب شاباً وليداً و أدرك حينها أن الحزب هو مستقبله و أمانه فى هذة البلد التى لا أمان لها و الان بعد مرور أكثر من ثلاثين عاما ً على دخوله الحزب أصبح متأكداً أن قراره كان سليماً فهو كما أعطى للحزب الكثير من وقته و ماله فقد أخذ من الحزب السلطة و العلاقات و التسهيلات و غيرها.
أفاق من خواطره على أسماء الله الحسنى – رنة هاتفه المحمول – و ضغط الزر الأخضر : " السلام عليكم و رحمة الله ....ايوه يا بنى ادفعله اللى هو عايزه من غير فصال ...فاهم ؟؟ ...اه أنا عارف انه كتير ..مش شغلك ...أنت تعمل اللى أقولك عليه و بس .....و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..."
أنهى المكالمة و طلب رقم ابنته الكبرى شيريهان فوجده مشغولاً,حاول أكثر من مرة حتى ردت عليه  " ايوه يا شيريهان ....انتى فين يا حبيبتى من الصبح باكلمك ...أنا جايلكو فى الطريق و حانتعشى بره مع بعض ...اوعى تروحى ف اى حتة  ولا انتى و لا اخواتك...ده انتى واحشانى اوى و عايزين نقعد  نتكلم ....ياللا سلام يا حبيبتى "
أغلق الخط و نظر مرة  أخرى الى الطريق فوجده بلا نهاية, نفخ و استغفر ربه ثم وجه الكلام الى سائقه: " بسرعة يا بنى شوية ....انت خايف لنتاخد مخالفة سرعة ولا ايه....ما تخافش و شهل شوية ده احنا بقالنا ييجى أربع ساعات ....."
                                     *******************
بخطوات سريعة و عينان منتفختان دلف مروان الى الشركة التى يعمل بها و القى التحية على الفتاة التى تجلس بالريسبشن " صباح الخير يا عزة "
"صباح الخير يا مروان ..مالك ؟؟"
" مافيش بس نايم قليل اوووى كنت سهران على القهوة و ماليش مزاج للشغل ...قوليلى الدكتور حسنى جه ؟؟"
" من ساعة بس ماسألش عليك "
"قشطة ..."
طرق باب د/حسنى عدة طرقات سريعة ثم فتحه قائلاً " صباح الخير يا دكتور "
"صباح الخير يا مروان أخباراك ايه "
"تمام يا دكتور..خلصت الليستة اللى اخدتها من حضرتك ...و مستنى اعدى على الدكاترة كمان كام يوم أشوف ايه أخبار الحاجة "
"مروان اسمع يا بنى..شغل ال  ساليز  يعنى فلوس..كاشات..انا عارف انك مجتهد بس انت لسه بعيد اوى عن الكوتا بتاعتك..و السنة حتخلص..شد حيلك و لو عوزت اى حاجة انا موجود.."
"ميرسى يا دكتور و ربنا يسهل ان شاء الله ...بعد اذن حضرتك "
خرج من الغرفة و فتح اللاب توب الخاص به ..لم يجد ذهنه رائقاً من أجل العمل بعد ففتح الفيس بوك و استوقفته صورة لفتاة جميلة تدعى " دينا " ..ارسل اليها طلب اضافة مرفقاً به رسالة جاء بها الاتى " دينا...انا عارف انك بيجيلك 100 ريكويست فى اليوم بس انتى فعلاً تستاهلى أكتر من كده من ناحية الشكل بس اما بقى الشخصية فانا لسه معرفتهاش بس انا متأكد انى لما اعرفك حالاقيكى اجمل من الصورة و انتى لما تعرفينى حتحترمينى و تقدرينى و عندى احساس جامد ان احنا ننفع صحاب...حاستنا نتكلم قريب "
شعر الوقت يمر بطيئاً للغاية فبدأ عمله و بعد عدة ساعات قرر أن يكتفى بما حقق اليوم و اخرج محموله المضبوط على الوضع الصامت ووجد 3 رسائل و 12 مكالمة كلهم من مى ..تنهد طويلاً و هم بطلب رقمها فوجدها تتصل به " الو ايوه يا مى "
" ايه يا مروان ...انتا فين؟؟"
" انا فى الشركة حاكون فين يعنى ..فى حاجة ولا ايه ؟ "
"باكلمك كتير اووى ...انتا مالك بقالك كذا يوم مش طبيعى "
"مفيش بس عندى شغل كتير يا مى "
" انتا مش طبيعى ...مالك فى ايه ..انت كنت بتكلمنى اكتر من 3 مرات فى اليوم , دلوقتى بقى يعدى أيام معرفش عنك حاجة.ناوى تقولى فى ايه و لا لأ ؟؟"
"صدقينى مافيش حاجة ...بس ضغطة شغل ..مافيش حاجة تانية "
" مروان..قولى بصراحة انتا عايز تكمل معايا ولا مش عايز ...قوللى ..."
" ايه الهبل ده ؟؟"
"مش هبل ...انا حاساك مش عايز تكمل معايا ...و انا بصراحة عندى كرامة و مش حابقى لحوحة ...لما تحب تكلمنى تفضل ف اى وقت..باى..."
القى بهاتفه بعيداً على المكتب و سرح بفكره فى مى و كل البنات اللاتى سبقناها ...لماذا لا يستطيع أحد أن يفهمه ..لماذا يشعر – فى كل مرة – انه وجد الفتاة التى يحلم بها ثم بعد فترة يشعر أنه تسرع فى الاختيار و أنها ليست فتاة احلامه....مى ليست اجمل فتاة فى الكون و لكنها تحبه جداً و تحاول أن تفعل المستحيل لارضائه و هو ايقن منذ فترة قصيرة انها ليست فتاة احلامه فهى سمراء و هو لا يحب السمر كما أن طريقتها فى الكلام صارت مستفزة له مؤخراً ...كان يبحث لضميره عن أسباب حتى لا يعذبه على ما يفعله بها وعلى ما فعله بغيرها و لكن عقله الباطن لم و لن يتركه هانئ البال و هو يعلم ذلك.
أفاق من شروده على صوت على زميله ."..ايه يا معلم؟ سهران انهارده و لا ايه ؟ "
" لأ انا خلاص حابعت كام مايل و اراووح "
                                      ********************
  "بسم الله ما شاء الله ..ايه الجمال ده...شبهك بالضبط يا ريم "
" ربنا يخليكيى يا ايناس عقبالك يا حبيبتى..والهى الجواز ده حلو مش زى ما كوننا فاكرين ..ا عندى وائل و ملك دلوقتى شرفت كمان بقو دنيتى كلها و ماليين عليا حياتى ..عايزين نفرح بيكى بقى... "
داعبت ايناس ملك ابنة صديقتها ريم ثم وضعتها فى السرير الخاص بها و عادت الى كرسيها  و رشفت رشفة من الشاى ثم قالت  "لأ يا شيخة ..انا مش بافكر فى الموضوع ده خالص ...انا مركزة فى شغلى و فى الشغل التطوعى التانى و معنديش وقت لاى حاجة من الحاجات دى "
"اخبار شغلك فى الشركة  ايه صحيح ...مبسوطة ؟ "
"والهى مش اوى..الموضوع بقى روتينى اوى و كمان مديرى الجديد دمه تقيل و مقفلها علينا كلنا مش عليا انا بس ..بس اهى  ماشية الحمد الله ..""
"طيب بصى يا ستى ..فى شركة المحمول اللى وائل جوزى فيها ..عايزين بنات للكول سنتر و المرتب كويس اوى غير المزايا التانية(مواصلات و ارباح و حوافز..تحبى تقدمى ؟؟ "
"و ماله ..اقدم واللى فيه الخير يقدمه ربنا ان شاء الله "
شردت ايناس بفكرها ..هى تعلم انها تكذب على صديقتها و على نفسها فمشكلتها ليست فى العمل ولا فى المدير و لا فى الروتين و انما فى انها لن تتمكن من العثور على زوج فى الشركة فقد حاولت أن تتقرب من معظمهم – غير المتزوجين طبعاً- و لم تجد املاً و اصابها اليأس من هذا المكان و لذا فهى تفكر فى البحث عن عمل اخر سريعاً لعل الله يجعل لها مخرجاً قبل أن يمر الوقت و تنتهى فرصها تماماً فى الزواج ..و حدثت نفسها قائلةً " كول سنتر ...والهى فكرة ...يعنى شباب كتير و فرص كتيرة و محدش يعرفنى هناك و ممكن ابدا من الأول ...يمكن ربنا يكرمنى بقى ويفك عقدتى على رأى أمى "
ارتسمت على وجهها ابتسامة عندما تذكرت هذة الجملة و التقتت الى ريم صديقتها و قالت بلهفة ظاهرها البرود
"ابعتلك السي فى امتى يا ريم ؟؟ "
                                ******************

" ايام مثيرة ... ليلة مع القمر ....قصة حياة امراءة ...مصر الجديدة...شارع مليان مطبات ....كل ديه و غيرها و غيرها من الاعمال اللى نوراتنا فيها فنانتنا ...اكيد عرفتو مين اللى معانا انهارده ....معانا الفنانة المعتزلة....ليلى "
انتقلت الكاميرا الى ليلى التى ابتسمت ابتسامة واثقة "اهلا بيك يا باسم و بكل الجمهور اللى فعلاً وحشنى "
"طيب ما ترجعيلو يا ليلى طالما وحشك و انتى وحشتيه ؟ "
" صدقنى انا نفسى بس الوسط بقى وحش اوى يا باسم و كل الناس بقت بتمثل و ترقص .."
استمر الحوار على هذا المنوال لمدة ساعة تخللتها بالطبع بعض الفواصل الاعلانية  ثم قال باسم بعد اشارة من هانا مخرجة البرنامج " فى نهاية لقائنا بليلى باشكرها اوووى و يا ريت تنورلنا برنامجنا مرة تانية قريب اوى علشان الحوار معاها عمره مابيخلص ..ميرسى يا ليلى"  " ميرسى يا باسم ...و ان شاء الله تشوفونى قريب انا مقدرش اتأخر على جمهورى ابداً "
نزل تتر البرنامج و قامت ليلى موجهة كلامها الى باسم " تسمحلى تقبل دعوتى على العشا بقى ..انا عاملة عشا كدة علشان اجمع الناس و الحبايب الخميس اللى جاى فى المنصورية و ماتخافش حيبدأ بعد البرنامج بتاعك ما يخلص انا عاملة حسابى ..."
"يا فندم انا تحت امر حضرتك..اكيد طبعاً حاااجى ..."
" لأ بلاش حضرتك ديه ...خلييها ليلى بس ...هو احنا مش بقينا اصحاب ؟ "
" طبعاً اصحاب يا ليلى .... "
سلمت عليه و خرجت من الاستوديو و هى تكاد ترقص فرحاً ...انها تعرف انها امراءة لا تقاوم و كل من تزوجها قبل ذلك يشهد انها اجمل الاف المرات مما تظهر على الشاشة ..انها المادة الخام للاغراء ..و المحرك الرئيسى للشهوات و هى عن نفسها لم تهتز هذة الثقة مطلقاً فهى تعلم انها سوف تنال اعجاب اى رجل مهما بلغت قدرة مقاومته فانه سريعاً ما سوف ينهار امام نظارتها و لمساتها ..نعم لقد تخطت الخمسين بقليل و لكنها لا زالت ليلى التى تنال اعجاب رجال مصر كلهم و تنال غيرة نساء مصر كلهن ايضاً.
ركبت سيارتها و اعطت الاوامر لسائقها أن يذهب الى المنزل بدلاً من المطعم كما كان يظن و أخرجت الهاتف المحمول و طلبت رقماً ( الووو...سورى يا وفاء مش حاينفع اجيلكو انهارده ..لازم اروح علشان ارتب لحفلة الخميس ..انتو جايين مش كدة ؟؟هايل حاستناكو من بدرى علشان الفاينال تاتش نعملها سوا...ياللا باى "
أغلقت و قالت فى سرها ..." ان الخميس لناظره قريب "
                                           ********************"